بسم الله
البركة هي الفيض مع القلة ,هي الكفاية عند الرضى هي البقاء والاستمرار والسريان رغم تأكد الانتهاء و التوقف و الجمود , البركة هي الوفرة ,هي ان تؤتي الشجرة اكلها ضعفين بدون قصد وتدخل منك ,هي ان تقول كلمة لا تلقي لها بالا توصلك للفردوس الاعلى , البركة ان تكون انت في تحسن مستمر ,ان تأخذ ما تريد ويكفيك وتهب ما يزيد ,البركة ان تعيش الحقيقة بكامل متعتها
البركة هي القليل الذي يكفي الكثير , وليست الكثرة و الزيادة في الشئ , هي القليل الذي يغني الكثير, البركة لا تكون في الكثرة ابدا , يقول جلا جلاله وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة باذن الله ,اي فئة قليلة مباركة تكفي و تغني , البركة في الصدق و الصادقين , في المؤمنين حقا بعمق , وليس في كثرة المسلمين ,
لذا يقال ان المسلمين سيكونوا غثاءا كغثاء السيل , كثرة بلا بركة , بلا قوة , بلا شجاعة , البركة في فئة قليلة , البركة دائما عند الانسان الرضي والذي يشبع ويقنع , لو كان لابن ادم وادي من ذهب لابتغى الثاني والثالث و الرابع , كثرة بلا بركة ولا نفع , القليل دائما يكفيك , الزيادة تعميك و تنسيك و تغويك , الحقيقة انك لا تحتاج الى الكثير ,, الكثرة خدعة يعيشها الانسان الان ,, ووهم كبير الكل يجري وراؤه , الا ماقل و ندر , لو تتبعنا الحكماء الاذكياء لوجدناهم يكتفون بكل قليل
ومن بعض الامثلة / يقال ان البطنة تذهب الفطنة ,, البطنة تعني الكثرة في الاكل , فهي تأتي بالمرض و الجهل و تذهب الحكمة و الفطنة تسلب منك لبك وجلك
كان محمدا عليه الصلاة و السلام يقول / يكفينا قليلا من التمر و الماء!
لاحظ القليل القليل في كل شئ .. صلى الله وسلم عليه
كل هذا يرشدك الى حقيقة واحدة انك تحتاج ان تعود لفطرتك السليمة الطبيعية أكثر من انك تتعلم و تقرأ الكثير من العلوم و الحروف و الايات و الدراسات , ربما اية واحدة تكفيك او سورة من القران كافية شافية , او ربما كتاب واحد يغنيك عن الف معلم والف سنة من البحث , تذكر دائما ان البركة في القليل و بصدق , ان الذي يوقف يقظتنا اننا دائما لا نكتفي ولا نرتضي , وحجابنا عن النور ذاتي من انفسنا , , نحن نقرأ مئات الكتب و الايات ولا نصل للاستنارة ,و نريد مرشدين اكثر و علامات ابهر .. نحن لا نحتاج لهذا كله ان عرفنا انفسنا ووصلنا لفطرتنا , لهذا البركة فيك وبداخلك ليست من الخارج , البركة في الفطرة , في البساطة , في السماحة , البركة في العيش في اللحظة , البركة في الوصول الى النور الداخلي
لعل هذا الكلام يذكرني بقول الرسول عليه الصلاة و السلام " بلغوا عني ولو اية " فآية واحدة تعيها بصدق و تدرك معانيا و تبدع و تتقن طرق تبليغها تغنيك عن الف اية و اية تتشتت في توصيلها ولا تتقن تبليغها
ولعلي استشهد باحد الموجودين في عصرنا ممن فطنوا لهذه النقطة د. صلاح الراشد , فهو منذ اكثر من 15 سنة وهو يعمل في ايصال و تبليغ اية واحدة لا اكثر واكاد اقول انه سبب ترديدها عند معظم المدربين و المحاضرين في الشرق الاوسط , فهو لا يزال يبلغ اية واحدة منذ ذلك الوقت
" ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم .. الاية"
بلغ اية واحدة بصدق تجد بركتها والبركة فيها